طرق طبيعية لعلاج السرطان والوقاية منه

السرطان- المرض اللعين الذي يعمل خفية عن أجسامنا ومشاعرنا بكل خبث وينتظر اللحظة المناسبة ليعلن سيطرته علينا، تخشى منه على ألد أعدائك، وجميعنا مشتركون برغبة واحدة تتعلق به، وهي البقاء بعيدين عنه ومحميين منه قدر المستطاع!

في الولايات الأمريكية وحدها، من بين كل 100,000 شخص مصاب بالسرطان، يموت 164 بسببه!

في كل عام يتم تشخيص 440 شخص بالسرطان من أصل 100,000 شخص، إنه القاتل الصامت، الذي يودي بحياة الإنسان ويفرِّق العائلات ويدمر حياة الملايين، تصحبه دائمًا مشاعر الألم والوجع والحزن والحسرة.

يتم تشخيص ما يقارب 39% من جميع الرجال والنساء بمرض السرطان في مرحلة ما من حياتهم، إنها احصائية مخيفة تتطلب منا أن نقف جنودًا حارسين على صحتنا ووجبات طعامنا وطبيعة اختياراتنا وأسلوب حياتنا!

يقول ديف بيلرز: “يمكن أن تكون ضحية للسرطان، أو أحد الناجين من السرطان، إنها عقلية”

يجدر بالذكر أن متوسط تكلفة أدوية السرطان قد تصل إلى 100,000 دولار، وهو ما يتجاوز بكثير قدرة الانسان العادي على تحملها.

ولكن هل هناك طريقة طبيعية آمنة لتجنب الوقوع في هذا الفخ المميت والمُشبَع بالألم؟ هل يمكنك تجنب مثل هذا المرض الخبيث؟

إليك بعض الطرق الطبيعية لتقليل خطر الإصابة بالسرطان:

  1. زيت الحبة السوداء

تُعرف الحبة السوداء منذ مئات السنين، وقد أثنى على فوائدها العظيمة الكثير من الأطباء والعلماء، يُمكن استخدامها لأغراض الطهي والعلاج.

يجدر بالذكر أن العرب، وسكان شمال أفريقيا، وعدد من بلدان آسيا لجأوا لاستخدام الحبة السوداء بغرض العلاج والتداوي منذ مئات السنين، وقد حظيت الحبة السوداء بمكانة رفيعة في الطب اليوناني الذي وضع أسسه” هيبوقراتس” و”جالن”، كما تحدث عنها العالم المسلم الشهير “ابن سينا” في كتابه الشهير “القانون في الطب” وتطرَّق إلى أصلها، وقيمتها الغذائية العالية وفوائدها الصحية العظيمة، خاصة في رفع كفاءة الأنظمة الدفاعية في الجسم، وعلاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي، ورفع مستوى الطاقة والتغلب على الإرهاق والإجهاد.

زيت الحبة السوداء المبارك يحمل فوائد عظيمة لجسمك! إنه ذو قدرة عالية على رفع مناعتك وحماية جسمك من مختلف الأمراض، كما أن أسراره العلاجية العظيمة حفزت العلماء منذ القرن الماضي على إجراء العديد من الدراسات لكشف الستار عن تكوينه وأثر مكوناته على صحة الجسم ودوره في محاربة الأمراض، لا سيما السرطان.

لقد أكدت دراسة حديثة تم اجرائها في عام 2011 الخصائص المضادة للسرطان في زيت الحبة السوداء، وذلك بسبب احتوائه على مركب عالي الفائدة وهو الثيموكينون الذي يعد أحد  أكثر مركبات هذا الزيت نشاطًا وأهمية، والذي يعتبر مضاد قوي للسرطان، ومضاد للطفرات، ومضاد للأكسدة.

أشارت دراسة أجريت عام  2005 إلى أن الثيموكينون يمكن أن يمنع بالفعل تكاثر الخلايا في حالات معينة تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم.

كشفت دراسة أخرى عن قدرة زيت الحبة السوداء في تعطيل خلايا سرطان الثدي الشاذة.

وجدت دراسات أخرى عديدة أن الثيموكينون يعمل كمضاد قوي للأورام الخبيثة ومضاد لسرطان القولون بشكل خاص.

أكدت إحدى الدراسات أيضًا أن زيت الحبة السوداء يعمل على رفعة كفاءة جهاز المناعة في الجسم، فهو ذو خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للسرطان، ويعمل على تدمير الخلايا السرطانية السامة والتحكم في انتشارها دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة. إنه يعمل على تحفيز الموت المبرمج للخلايا، وهي آلية ذاتية لتدمير الخلايا السرطانية، الأمر الذي يسمح بالتخلص من الخلايا القديمة والكامنة والفاسدة والتي تعد من الخلايا السرطانية.

يمكنك ببساطة إضافة زيت الحبة السوداء لوجباتك الغذائية أو أطباق السلطة الاعتيادية، بهدف رفع قيمتها الغذائية والاستفادة من الخصائص العلاجية الوقائية له.

  1. البروكلي


هل تناولت البروكلي اليوم؟ إذا لم تفعل حتى الآن، فقد حان وقت ذلك!

إنه غني بالعناصر الغذائية الأساسية الهامة لصحة الجسم، التي تساعدك على بناء حاجز قوي مدعوم  بينك وبين السرطان، بالاستعانة بعناصر غذائية هامة لا تؤثر بأي شكل من الأشكال على صحتك، ولا تترك أثرًا سلبيًا، وتحميك من السرطان. يحتوي البروكلي على السلفوروفان الذي أشار العلماء إلى أنه يلعب دورًا هامًا في الوقاية من السرطان ومحاربته.

لقد دعمت الأبحاث مؤخرًا هذه النظرية بإثباتات علمية قوية، إذ أشارت جميعها إلى أن تناول البروكلي بانتظام تعتبر طريقة فعالة في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

  1. الجزر

من ينسى عبارات أمهاتنا المتكررة حين كنا صغارًا عن فائدة الجزر في تحسين النظر؟ لقد اتضح أيضًا أن له فوائد عديدة غير هذه الفائدة المشهورة، فقد ثبت أن تناول الجزر بانتظام يمكن أن يكون الحاجز المثالي بينك وبين السرطان!. إن الجزر غني ب “ألفا كاروتين”، و”بيتا كاروتين”؛ وكلاهما معروفان بالكاروتينات المفيدة التي تنشِّط إنزيمات التمثيل الغذائي في الجسم؛ مما يساعد الجسم على إخراج المواد المسرطنة منه قبل أن تتمكن هذه المواد من التأثير على صحتك.

يعتبر الجزر أيضًا مصدرًا غنيًا باللوتولين.

خلُصت الدراسات أيضًا إلى غنى الجزر باللوتولين ذو الخصائص المضادة للسرطان، الأمر الذي يجعل الجزر أحد الأطعمة التي يجب تضمينها في نظامك الغذائي الصحي.

إنها فكرة رائعة أن تستمتع بتناول الجزر اللذيذ كل يوم والاستفادة من خصائصه العلاجية العديدة، كما أنه من السهل إضافته إلى المأكولات والسلطات واللحوم.

  1. التوت

إن الفراولة، والتوت الأزرق، والتوت الأحمر، والتوب البري – كلها فواكه ممتازة لمكافحة السرطان.

خلُصت دراسة تم اجراؤها عام 2018 إلى أن التوت يساهم في الآتي:

  • منع تلف الحمض النووي للخلايا
  • مقاومة الجذور الحرة
  • مقاومة الخلايا السرطانية

يتمتع التوب بمذاق لذيذ ورائع، مما يمنحه ميزة جميلة غنية بفعالية هائلة تزيد قدرة الجسم على مقاومة الخلايا السرطانية وتحميه منها، الأمر الذي يجعل إضافته لنظامك الغذائي غاية في اللذة والأهمية لتنعم بنمط حياة صحي، إنه إضافة مرحب بها في أي نظام غذائي قد تتبعه.

  1. القرفة

تستخدم القرفة كنوع من التوابل المعروفة ذات المذاق الشهي على نطاق واسع من العالم، وقد يبهرك معرفة الخصائص القوية المضادة للسرطان فيها.

كشفت دراسة أجريت عام 2010 عن مدى فائدة القرفة في الوقاية من السرطان. خَلُصت دراسة أخرى إلى قدرة القرفة على منع تكاثر الخلايا السرطانية.
هناك أيضًا أدلة علمية تشير إلى احتمالية قيام القرفة بمنع تمدد الأوعية الدموية في الأورام ومنع نموها.

من كان يتخيل أن يكون لهذا البهار اللذيذ ذو المذاق الخاص خصائص وقائية مدهشة؟

 

  1. المكسرات

يُقصد هنا المكسرات بجميع أنواعها، منها الكستناء، واللوز، وجوز الهند، والجوز، والبندق، جميعها تشترك في خاصية مماثلة: وهي القدرة على العمل كعنصر مضاد للسرطان.

لقد حازت المكسرات على اهتمام العديد من الباحثين، وقد كانت موضوع تجارب علمية متعددة، ذات نتائج واعدة.

خًلُصت الدراسات إلى أن المكسرات يمكن أن تقوم بالآتي:

  • التقليل بشكل كبير من حالات الإصابة بسرطان البروستاتا
  • تمنع سرطان القولون والمستقيم
  • تمنع في بعض الحالات سرطان بطانة الرحم

على الرغم من أن الدراسات لا تزال في المراحل الأولية، لكن مما لا شك فيه بأن النظام الغذائي الغني بالمكسرات يحميك من السرطان بشكل فعال.

  1. زيت الزيتون

تعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط هي منشأه الأصلي، وتشتهر المطابخ الايطالية باستخدامه بشكل كبير، كما أنه يستخدم على نطاق واسع في جميع المناطق العربية. وقد أثبتت الدراسات غنى زيت الزيتون أيضًا بعناصر غذائية تحميك من السرطان.

أظهرت دراسة أجريت عام 2019 فوائد زيت الزيتون لمرضى سرطان القولون والمستقيم.

أثبتت دراسة حديثة نشرتها مجلة علم الأورام قدرة زيت الزيتون البكر على قتل الخلايا السرطانية بشكل انتقائي، دون إحداث ضرر بالخلايا السليمة وذلك بسبب احتوائه على مركب يسمى “أوليوكانتال”، وصرحت هذه الدراسة بأن أكثر أنواع السرطان التي يمكن لزيت الزيتون علاجها هي سرطان البنكرياس، والبروستات، والثدي.

علق باحثون قائلين بأن زيت الزيتون يتمتع بقدرة هائلة على اختراق غشاء الخلية التي تعد مركزًا لتدوير نفايات الخلية، ويكون هذا الغشاء أكبر حجمًا في الخلايا السرطانية، ليأتي بدوره مركب “أوليوكانتال” في زيت الحبة السوداء بثقب هذا الغشاء للخلايا السرطانية المريضة دون السليمة!

خَلُصت دراسة أخرى تم اجرائها في جامعة نيويورك أن مركب الأوليوكانتال يعمل على تحريض الموت المبرمج للخلايا السرطانية بعد مرور 30 دقيقة من بدء المعالجة به.

على الرغم من الحاجة الماسة لإجراء مزيد من الدراسات حول فوائد زيت الزيتون العديدة، إلا أنه يعتبر إضافة رائعة لنظامك الغذائي إذا كنت تتطلع إلى تقليل خطر الإصابة بالسرطان.

  1. الكركم

يعتبر الكركم نوع آخر من التوابل واسعة الانتشار والاستخدام أيضًا، جميعنا تذوقنا نكهته المميزة والمحببة إلى القلب، لكن قد يثير دهشتك هنا، هو معرفة الفوائد الصحية العظيمة للكركم، والتي يندرج ضمنها تقليل خطر الإصابة بالسرطان!

أظهرت إحدى الدراسات الأثر السام للكركم على الخلايا الليمفاوية الضارة وخلايا الليمفوما، خاصةً عند الحيوانات.

كما أن احتواء الكركم على مركب الكركمين يعمل على تثبيط نشاط الخلايا السرطانية، إذ قام باحثون في مركز كورك الإيرلندي لأبحاث السرطان باستخدام هذا المركب لعلاج خلايا سرطان المريء، ولوحظ البدء في قتل خلايا السرطان خلال 24 ساعة من استخدامه، كما أن هذه الخلايا بدأت بهضم نفسها أيضًا!

  1. الحمضيات

من لا يستمتع بتناول البرتقال المنعش وشرب كأس عصير ليمون لذيذ؟ يستخدم الليمون بشكل كبير في إعداد مختلف الأطعمة والمشروبات في جميع أنحاء العالم. إن يحمل فوائد عظيمة للصحة، إضافًة لكونه شهي.

أثبتت عدة دراسات أن تناول الحمضيات يرتبط بشكل وثيق بتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

توصلت دراسة عام 2010 إلى أن تناول ثمار الحمضيات يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بشكل شامل. وتناولت دراسة أخرى العلاقة الايجابية بين انخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة وتناول الحمضيات.

وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن الأدلة تشير إلى وجود علاقة طردية بين استهلاك كمية صحية من الحمضيات بانتظام واحتمالية الإصابة بالسرطان.

  1. الطماطم

إحدى أكثر الخضار التي يتم استخدامها بشكل واسع يوميًا في جميع أنحاء العالم، ولا تخلو منها أي حمية غذائية ، فهي مكون رئيسي لعدد كبير من الأكلات والأطباق المشهورة . تحتوي الطماطم على الليكوبين، الذي يتمتع بخصائص مضادة للسرطان.

أظهرت دراسة أجريت عام 2013 أن تناول حبة واحدة من الطماطم النيئة أو الطماطم المطبوخة يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بالسرطان.

خَلُصت دراسات أخرى أن تناول الليكوبين يقلل بشكل واضح من خطر الإصابة بسرطان البروستات.

من السهل إضافة الطماطم إلى العديد من الأطباق، للاستفادة من فوائدها الصحية وطعمها اللذيذ أيضًا. لا يوجد سبب يمنعك من اعتمادها في نظام غذائك الصحي والمتوازن.

  1. الثوم

يستخدم الثوم كعنصر أساسي في العديد من المأكولات، وقد تم استخدامه كدواء لدى العديد من الشعوب منذ مئات السنين بهدف محاربة مختلف الأمراض.

لقد كشف الموقع الطبي الأمريكي عن أبرز الفوائد الصحية للثوم والتي تشتمل على تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة، وقتل خلايا سرطان الدماغ لقد وجد الباحثون أيضًا أن الأشخاص الذين يتناولون الثوم العضوي الخام بشكل منتظم مرتين أسبوعيًا هم أقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 44%.

أشارت دراسة قام بها مركز جيانجسو للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الصين إلى أن الثوم قد يكون بمثابة علاج كيماوي وقائي لسرطان الرئة.

ووفقًا لما صرح به أطباء من كلية الطب في ولاية كارولينا الجنوبية، فإن الثوم يحتوي على المركبات العضوية والكبريت، وهما يلعبان دورًا هامًا في تدمير خلايا أورام الدماغ القاتلة التي يطلق عليه اسم “Glioblastomas”.

 

ملاحظة أخيرة

إليك المغزى من كل ما ذُكر سابقًا، إنها خطوات سهلة وطرق طبيعية تمنحك حياة صحية بعيدة عن أقسى أنواع الأمراض. الأمر يحتاج منك إلى القليل من التصميم والرغبة في احداث فرق ايجابي في أسلوب حياتك.

مما لا شك فيه أن القائمة السابقة لم تحصر جميع الأغذية التي تساعدك في الوقاية من السرطان وعلاجه. هناك مصادر غذائية أخرى تتمتع بنفس الخصائص العلاجية العظيمة المضادة للسرطان. فعلى سبيل المثال، قد تكون الأسماك الغنية بأحماض أوميجا 3 تعمل على تقليل خطر الإصابة بالسرطان لدى الأشخاص الذين يقومون بتناولها بشكل صحي ومنتظم.

علاوة على ذلك، فقد تعمل بذور الكتان كحاجز بينك وبين الإصابة بالسرطان، وذلك من خلال دورها في تثبيط تكوين وانتشار الخلايا السرطانية، وخاصة سرطان القولون والمستقيم.

يجدر بالذكر أيضًا أن النظام الغذائي المدعوم بفيتامين “د” و “أ” بشكل صحيح قد يقلل فرصة الإصابة بالسرطان.

لقد حان وقت التغيير، لا تؤجل ذلك!